في خطوة جديدة لتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI رسميًا عن متصفحها الجديد ChatGPT Atlas، الذي وُصف بأنه أول متصفح ذكي متكامل يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا الابتكار إلى إعادة تعريف تجربة تصفح الإنترنت، من خلال دمج مباشر بين أدوات البحث والمحادثة والتفاعل الفوري مع الذكاء الاصطناعي.
إطلاق عالمي يبدأ من macOS
جاء الإعلان خلال بثٍ مباشر مساء الثلاثاء، حيث كشف الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن المتصفح أصبح متاحًا لمستخدمي حواسيب Mac حول العالم، على أن يصل إلى أنظمة Windows وiOS وAndroid في المراحل المقبلة. وأوضح أن Atlas يمثل “خطوة طبيعية في جعل الإنترنت مساحة أكثر ذكاءً وتفاعلية مع المستخدم”.
مزايا متصفح ChatGPT Atlas

وضع الوكيل الذكي (Agent Mode)
يُعد هذا الوضع أبرز ما يميز Atlas، إذ يمكّن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ المهام نيابةً عن المستخدم مثل حجز الرحلات، تعديل المستندات، أو إدارة البريد الإلكتروني مباشرةً من المتصفح. هذه الميزة ستكون في البداية حصرية لمشتركي ChatGPT Plus وPro.
ذاكرة تفاعلية وتخصيص أعمق
يقدم المتصفح ميزة الذاكرة التفاعلية التي تجعل التجربة أكثر فهمًا وسلاسة، إذ يتعلّم المتصفح تفضيلات المستخدم بمرور الوقت ويقدّم اقتراحات مخصصة له. ويمكن للمستخدمين إدارة هذه “الذكريات” أو حذفها من الإعدادات بسهولة.
تجربة استخدام متكاملة
يأتي Atlas بواجهة مقسّمة تُظهر نتائج البحث إلى جانب محادثة مباشرة مع ChatGPT في الوقت نفسه، مما يجعل المساعد الذكي حاضرًا أثناء التصفح دون الحاجة للتبديل بين النوافذ.
كما استعرض فريق OpenAI ميزة تلخيص الصفحات تلقائيًا، وأداة Cursor Chat التي تتيح تصحيح النصوص أو إعادة صياغتها مباشرةً داخل الصفحة.
منافسة محتدمة في سوق المتصفحات الذكية

إطلاق ChatGPT Atlas يأتي وسط منافسة متزايدة في سوق المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
فقد أطلقت شركة Perplexity مؤخرًا متصفحها الذكي “Comet”، بينما تعمل Google على دمج مساعدها Gemini بعمق داخل متصفح Chrome ليصبح قادرًا على تنفيذ المهام اليومية مثل التسوق أو الحجز التلقائي.
ويرى خبراء أن Atlas يمثل تحديًا مباشرًا لهيمنة جوجل كروم الذي يستحوذ على أكثر من 68% من السوق، ما قد يدفع جوجل لتسريع دمج Gemini في خدماتها.
تحديات الخصوصية والأمان

ورغم الحماس الكبير، إلا أن إطلاق متصفح يعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل يثير مخاوف أمنية، خاصة بعد اكتشاف ثغرات في متصفحات منافسة مثل Comet، من خلال تقنيات “حقن الأوامر غير المباشرة” (Prompt Injection).
ويؤكد محللون أن نجاح Atlas لن يتوقف على ذكائه فقط، بل على قدرة OpenAI على حماية بيانات المستخدمين ومنع الاختراقات في بيئة تصفح معقدة ومتطورة.
من التصفح إلى الربحية

يأتي إطلاق ChatGPT Atlas ضمن استراتيجية OpenAI لتنويع مصادر الدخل، بعد أن أصبحت تعتمد بشكل كبير على اشتراكات ChatGPT.
وإدخال “وضع الوكيل الذكي” ضمن الخطط المدفوعة يعكس توجه الشركة نحو جعل المتصفحات الذكية منصات إنتاجية مربحة، وليست مجرد أدوات بحث.
وهذا التحول قد يضع المتصفح في قلب أدوات العمل اليومية، ويفتح الباب أمام نموذج اقتصادي جديد في عالم الإنترنت.
بإطلاق ChatGPT Atlas، تدخل OpenAI رسميًا مجالًا جديدًا يمزج بين الذكاء الاصطناعي والتصفح الذكي، مقدّمة متصفحًا يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في الطريقة التي نتعامل بها مع الإنترنت.
ومع تصاعد المنافسة مع جوجل وPerplexity، يبقى السؤال: هل سيكون Atlas بداية عصر جديد للمتصفحات الذكية؟
		



